فصل: (سورة يونس: آية 102):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{يونس}، اسم أعجميّ، جاء في لسان العرب: يونس- بضمّ النون وفتحها وكسرها- ثلاث لغات- اسم رجل، وحكي فيه الهمز أيضا. اهـ.

.الفوائد:

إعجاز القرآن:
في هاتين الآيتين وجه من وجوه إعجاز كتاب اللّه عز وجل، فهو يثبت فيهما: أن الذين حقت عليهم كلمة الكفر لا يؤمنون أبدا، ولا يعترفون بصدق الإسلام حتى يروا العذاب الأليم يوم القيامة، ووجه الإعجاز أننا نرى بأعيننا طائفة من الناس تلجّ في الكفر وتمعن به، وأنها لا تؤمن أبدا مهما بيّنت لها من حجة ودليل وإقناع، وتبقى مصرة على الكفر، حتى لو أريتها اللّه جهرة لقالت: هذا سحر وبطلان، وهذه الفئة لا تختص بزمن دون زمن، بل هي قائمة من لدن آدم وذريته إلى قيام الساعة، فإذا رأيت إنسانا يلجّ في الكفر ولا يقتنع أبدا بالإسلام وهو الحق، فهذا دليل صدق القرآن الكريم، وأنه من عند اللّه عز وجل الذي خلق الإنسان ويعلم ما هو عليه.
- ذكر قصة قوم يونس:
ذكر ذلك عبد اللّه بن مسعود وسعيد بن جبير ووهب وغيرهم، قالوا: إن قوم يونس كانوا بقرية بنينوى من أرض الموصل، وكانوا أهل كفر وشرك، فأرسل اللّه سبحانه إليهم يونس عليه الصلاة والسلام، يدعوهم إلى الإيمان باللّه، فأبوا عليه فقيل له: أخبرهم أن العذاب مصبحهم إلى ثلاث، فأخبرهم بذلك، فقالوا: إنا لم نجرب عليه كذبا قط، فانظروا، فإن بات فيكم الليلة فليس بشيء، وإن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبحكم فلما كان جوف الليل، خرج يونس من بين أظهرهم، فلما أصبحوا تغشاهم العذاب، فكان فوق رؤوسهم. قال ابن عباس: إن العذاب كان أهبط على قوم يونس، حتى لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل، فلما دعوا كشف اللّه عنهم ذلك، وقال سعيد بن جبير: غشي قوم يونس العذاب كما يغشى الثوب القبر، وقال وهب: عند ما غشيهم العذاب خرجوا بأطفالهم وبهائمهم ونسائهم إلى الصحراء، ولبسوا المسوح، وأعلنوا الإسلام والتوبة، وكانوا صادقين، فرحمهم ربهم، واستجاب دعاءهم، وكشف عنهم ما نزل بهم. فهذا من عظيم رحمة اللّه بعباده، وأنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، ولا يصب سوط عذابه إلا على قوم لا يرجى إيمانهم.
- ورد في هذه الآية قوله تعالى: {فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} فقد وردت آراء حول {لولا} في هذه الآية، وقد تكلم ابن هشام في هذا الموضوع فقال: وذكر الهروي أن لولا تكون نافية بمنزلة لم، وجعل منه {لولا} الواردة في هذه الآية، والظاهر أن المعنى على التوبيخ، أي فهلّا كانت قرية واحدة من القرى المهلكة ثابت عن الكفر قبل مجيء العذاب فنفعها ذلك، وهو تفسير الأخفش والكسائي والفراء وعلي بن عيسى والنحاس، ويؤيده قراءة أبيّ وعبد اللّه: {فهلّا كانت}. ويلزم من هذا المعنى النفي، لأن التوبيخ يقتضي عدم الوقوع، وقد يتوهم أن الزمخشري قائل بأنها للنفي لقوله: والاستثناء منقطع بمعنى لكن، ويجوز كونه متصلا والجملة في معنى النفي كأنه قيل: {ما آمنت} ولعله إنما أراد وما ذكرنا، ولهذا قال: والجملة في معنى النفي ولم يقل: ولولا للنفي، وقد أجمعت السبعة (أي القراء) على النصب في {إلا قوم} فدل على أن الكلام موجب، ولكن فيه رائحة غير الإيجاب، كقول الأخطل:
وبالصريمة منزل منزل خلق ** عاف تغيّر إلا النؤي والوتد

عاف: دارس (خرب). النؤي: حفرة حول الخباء تمنع عنه الماء. وفي هذا البيت رائحة النفي لأن تغير بمعنى لم يبق على حاله.

.[سورة يونس: الآيات 99- 100]:

{وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو شاء) مثل لو جاء، (ربّ) فاعل مرفوع و(الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) رابطة لجواب لو (آمن) فعل ماض (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (كلّ) توكيد معنويّ لاسم الموصول تبعه في الرفع و(هم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال مؤكّدة من اسم الموصول منصوبة (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (تكره) مضارع مرفوع والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (يكونوا) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.. والواو ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يكونوا..) في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (تكره).
جملة: {لو شاء ربّك...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمن من في الأرض} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {أنت تكره...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة: {تكره الناس...} في محلّ رفع خبر المبتدأ أنت.
وجملة: {يكونوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ-، (لنفس) جار ومجرور خبر مقدّم، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تؤمن) مضارع منصوب، والفاعل هي.
والمصدر المؤوّل (أن تؤمن) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
{إلّا} أداة حصر {بإذن} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تؤمن أي إلّا ملتبسة بإذن اللّه {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
{الواو} عاطفة {يجعل} مضارع مرفوع والفاعل هو {الرجس} مفعول به منصوب {على} حرف جرّ {الذين} موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان لفعل يجعل {لا} نافية {يعقلون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: {ما كان لنفس...} لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء ربّك.
وجملة: {تؤمن...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {يجعل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدرة أي فيأذن لبعض في الإيمان ويجعل... إلخ.
وجملة: {لا يعقلون} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

.[سورة يونس: آية 101]:

{قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101)}

.الإعراب:

{قل} فعل أمر، والفاعل أنت {انظروا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {ماذا} اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، {في السموات} جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ {الواو} عاطفة {الأرض} معطوف على السموات مجرور {الواو} اعتراضيّة {ما} نافية، {تغني} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، {الآيات} فاعل مرفوع {الواو} عاطفة {النذر} معطوف على الآيات مرفوع {عن قوم} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تغني}، {لا يؤمنون} مثل لا يعقلون.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {انظروا...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ماذا في السموات...} في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
وجملة: {تغني الآيات} لا محلّ لها اعتراض تذييلي للجملة السابقة.
وجملة: {لا يؤمنون} في محلّ جرّ نعت لقوم.

.[سورة يونس: آية 102]:

{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (ينتظرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(هل) استفهاميّة بمعنى النفي (إلّا) أداة حصر (مثل) مفعول به منصوب (أيّام) مضاف إليه مجرور (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (خلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (خلوا)، و(هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (قل) مثل المتقدّم، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (انتظروا) مثل انظروا، (إنّ) حرف مشبه بالفعل و(الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بالمنتظرين و(كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور خبر إنّ.
جملة: {هل ينتظرون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {انتظروا...} جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تنتظرون ذلك فانتظروا... وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّي معكم من المنتظرين} لا محلّ لها في حكم التعليليّة.

.[سورة يونس: آية 103]:

{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}

.الإعراب:

{ثمّ} حرف عطف {ننجي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم {رسل} مفعول به منصوب و{نا} ضمير مضاف إليه {الواو} عاطفة {الذين} موصول في محلّ نصب معطوف على رسل {آمنوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل {الكاف} حرف جرّ {ذلك} اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ننجي.. و{اللام} للبعد و{الكاف} للخطاب {حقّا} مفعول مطلق لفعل محذوف أي حقّ ذلك حقّا، {على} حرف جرّ و{نا} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {حقّا}، {ننجي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، وقد حذفت الياء برسم المصحف لأنها سقطت لفظا لالتقاء الساكنين، والفاعل نحن للتعظيم {المؤمنين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {ننجي...} معطوفة على كلام مقدّر أي: نهلك الأمم ثمّ ننجي رسلنا.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: حقّ {حقا} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {ننجي} الثانية لا محلّ لها استئنافيّة.

.البلاغة:

التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: {كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} أي مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم، ونهلك المشركين، فقد شبه نجاة من بقي من المؤمنين بنجاة من مضى، ووجه الشبه استحقاق كل منهم النجاة.

.[سورة يونس: الآيات 104- 106]:

{قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)}

.الإعراب:

{قل} فعل أمر، والفاعل أنت {يا} أداة نداء {أيّ} منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و{ها} حرف تنبيه {الناس} بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا {أن} حرف شرط جازم {كنتم} فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو اسم كان {في شكّ} جارّ ومجرور خبر كنتم {من ديني} جارّ ومجرور متعلّق بشك، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و{الياء} ضمير مضاف إليه {الفاء} رابطة لجواب الشرط {لا} نافية {أعبد} مضارع مرفوع، والفاعل أنا {الذين} موصول في محلّ نصب مفعول به {تعبدون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {من دون} جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون اللّه {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {الواو} عاطفة {لكن} حرف للاستدراك لا عمل له {أعبد اللّه} مثل أعبد الذين {الذي} موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة {يتوفّى} فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و{كم} ضمير مفعول به، والفاعل هو {الواو} عاطفة {أمرت} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و{التاء} نائب الفاعل {أن} حرف مصدريّ ونصب {أكون} مضارع ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره أنا {من المؤمنين} جارّ ومجرور خبر أكون، وعلامة الجر الياء.
والمصدر المؤوّل {أن أكون} في محل جرّ بحرف جر محذوف متعلّق بـ {أمرت}، أي بأن أكون.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: {النداء...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إن كنتم في شك} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {لا أعبد...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {تعبدون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {أعبد اللّه} في محل جزم معطوفة على جملة لا أعبد.
وجملة: {يتوفّاكم} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {أمرت...} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد.
وجملة: {أكون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
(الواو) عاطفة (أن) حرف تفسير بإضمار فعل أي أوحي إليّ أن... (أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (وجه) مفعول به منصوب و(الكاف) ضمير مضاف إليه (للدين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أقم)، (حنيفا) حال منصوبة من ضمير الفاعل في أقم، أو من الدين (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محل جزم.. و(النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من المشركين) جارّ ومجرور خبر تكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {أقم...} لا محلّ لها تفسيريّة.. والجملة المقدّرة: أوحي إليّ.. في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد... وجملة: {لا تكوننّ...} لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
(الواو) عاطف (لا) ناهية جازمة (تدع) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (من دون) جارّ ومجرور حال من الموصول ما (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع و(الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الواو) عاطفة (لا يضرّك) مثل لا ينفعك، وجملة: {لا تدع...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: {لا ينفعك...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {لا يضرّك} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {إن فعلت...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّك.. من الظالمين} في محلّ جزم جواب الشرط الجازم.

.الصرف:

{تدع}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله تدعو، وزنه تفع.

.الفوائد:

ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَلكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} فقد أورد جلّ وعلا صفة {التوفي} في هذه الآية، وسنورد الحكمة من ذلك كما قاله المفسرون: إن المراد أن الذي يستحق العبادة فأعبده أنا وأنتم، هو الذي خلقكم أولا ولم تكونوا شيئا، ثم يميتكم ثانيا، ثم يحييكم بعد الموت. فاكتفى بذكر الوفاة تنبيها على الباقي، وأن المحيي والمميت أولى بالعبادة من غيره وقيل: لما كان الموت أشدّ الأشياء على النفس، ذكر في هذا المقام، ليكون أقوى في الزجر والردع وقيل: إنه لما استعجلوا بطلب العذاب أجابهم بقوله: ولكن أعبد اللّه الذي هو قادر على إهلاككم ونصري عليكم فهذا من إعجاز كلام اللّه عز وجل، وأنه ما من كلمة إلا ووضعت في موضعها.

.[سورة يونس: آية 107]:

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يمسس) مضارع مجزم فعل الشرط و(الكاف) ضمير مفعول به (اللّه) فاعل مرفوع (بضرّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يمسس)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كاشف) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (إلّا) حرف استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر- أو من محلّ لا واسمها- (الواو) عاطفة (إن يردك بخير فلا رادّ لفضله) مثل إن يمسسك.. كاشف له، والهاء الأخيرة مضاف إليه (يصيب) مضارع مرفوع، والفاعل هو (به) مثل له متعلّق بـ (يصيب)، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يصيب.. والمفعول محذوف أي إصابته أو ضرّه (من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف و(الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (الغفور) خبر مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: {يمسسك اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا كاشف له...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يردك...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يمسسك اللّه.
وجملة: {لا رادّ...} في محلّ جزم جواب الشرط الثاني.
وجملة: {يصيب به...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يشاء...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {هو الغفور...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يصيب.

.الصرف:

{رادّ}، اسم فاعل من ردّ الثلاثيّ، وزنه فاعل وأدغمت العين مع اللام فجاءت عينه ساكنة.